المجاهد الشيخ حميتو
(1930 — 2015)
هو المجاهد المرحوم الشيخ بن أحمد بن بوعمامة حميتو من مواليد مدينة عين صالح سنة 1930 أمه عقيدة بنت الحاج أحمد التوهامي، وعلى عادة أترابه تلقى تعليمه الأولي في الكُتَاب فساعد ذلك في اكتسابه شخصية اتسمت بالورع والزهد منذ وقت مبكر، وقد إشتهر بإتقان القنص وحسن التسديد، وبسبب الفقر والفاقة وانعدام فرص العمل الناتجة عن سياسة التجويع التي كانت تنتهجها الإدارة الاستعمارية، لم يكن أمامه من خيار سوى الانخراط في صفوف الجيش الفرنسي الذي كان يجند الشباب الماهر في القنص، تزامن تجنيده رحمه الله مع اندلاع الثورة التحريرية و لوطنيته وحبه الشديد لخدمة بلده فقد سهل على الثورة التواصل معه وتجنيده فسخر نفسه وماله لخدمتها رغم كونه لايزال مجنداً في صفوف الجيش الفرنسي كما بينت له ذلك إدارة الثورة في مراسلة له جاء فيها : “وبما انك جندي جزائري نناديك وجميع اخوانك الجزائريين العاملين في صفوف الجيش الفرنسي بان تؤدوا واجبكم نحو الوطن فأجيبوا داعي الجزائر واعلم يا أخي أن لجيش التحرير ثلاث طبقات
ـ1 — الجيش المرابط بكل حدود الجزائر الذي يقوم وفي كل ساعة بشن هجمات موفقة على الخطين المكهربين
خط مريس وخط شال
ـ2 — الجيش العامل داخل الجزائر المرابط بالجبال
ـ3 — الجيش العامل في صفوف العدو الذي يجلب السلاح والذخيرة ويرسل المعلومات إلى اخوانه المجاهدين ويتحين الفرص ليقتل اكبر المستعمرين … كما اذا خرجت مع العدو للبحث عن المجاهدين او العاملين فعليك بتدويخ العدو في الاتجاهات عندما ترى المجاهدين او اثرهم او اماكنهم السرية حيث توجهه إلى اماكن اخرى بعيدة عن ما ذكر واذا ما وقع اشتباك فتأخر ولا تتقدم لان المجاهدين يخشون ان يقتلوا اخوانهم الجزائرين بل يحبون ان يقتلوا الاستعمار والمستعمرين، كما اذا اغتنمت الفرص لضرب المستعمرين وقتلهم فلا تتوانى في ذلك بل حطم كل قواهم فذلك جهاد أكبر وكلما ترى المكان الخفي فضع فيه الذخيرة والسلاح فالمجاهدون يلتقطونه او الشعب كذلك يلتقطه ويبلغه إلى ابناء جيش التحرير والا فاخبر العاملين على المكان الذي تترك فيه ذلك، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، استجاب رحمه الله لنداء الثورة فبذل المال وكل ما يملك من أجل إنجاح الثورة كما تبرزه الوثائق التي خلفها والتي قبل أن تكون أدلة إثبات عن جهاد وتضحيات الرجل هي دليل ساطع على عبقرية الثورة وشموليتها ودليل مادي على مشاركة منطقتنا، انتقل المجاهد الى جوار ربه في غرة نوفمبر سنة 2015
تغمده الله في واسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
الأستاذ : ع. بويه جوان 2022
13/07/2022
TDKIntellect


















