الاستاذ الحاج قادي ساقني

انه عميد الأساتذة من الاوائل الذين درسوا في هذه المنطقة، الاستاذ الحاج قادي ساقني بدا معلما جاب ربوع الولاية غربا وجنوبا تاركا بصماته في كل مكان حل به ومن حسن حظي كنت احد تلاميذه في المدرسة الابتدائية عبد الحميد بن باديس، درسني في قسم التحضيري الثاني، حاليا الثانية ابتدائي. كان لنا بمثابة المعلم والأب المربي الصبور، وقد درس في قرى نائية بوسايل بداغوجية جد بدائية حيث استعمل السبورة من ورق الكرتون واستعمل الطبشور بالفحم ووضع لوحة على فخذ التلاميذ بعد جلوسهم ليكتبوعليها بمثابة الطاولة وقدم دروسه على مايرام دون كلل ولاملل وضجر ولا احتجاج محتسبا عمله لله، وكان بعد نهاية الدوام ينزل للوادي من اجل جمع الحطب لاحظار الطعام لنفسه، وبقي هكذا حتى انتقل الى مسقط راسه عين صالح حيث واصل عمله ثم انتدب الى العاصمة ليصبح استاذ تعليم متوسط لغة عربية وكان من الصدف عملت معه في متوسطة عمر بن الخطاب كان لنا القدوة والمثل في الانضباط والنظام والترتيب في السجلات وتدوين التقارير في المجالس المختلفة. يشهد له الجميع بالحرفية والمهارة والخبرة في ميدان التربية فارضا احترامه على كل من عمل معه من تربويين واداريين وعمال وحتى التلاميذ. والشيخ امد الله في عمره من رواد المدرسة الفقهية للشيخ امحمد بن مالك رحمه الله وبارك في عمره كيف لا وهو من تربى في بيت الدين والدراية والمعرفة بأمور الحياة الاجتماعية والفلاحية والتدبير الاقتصادي. كما انه ناضل سياسيا في الحزب العتيق كان من اوائل السياسيين في البلد، ناضل مع رفاقه من الشباب الذين كانوا يشكلون دوريات الحراسة الليلية في فجر الاستقلال يجوبون الشوارع من بقية جنود المستعمر خوفا من تصرفاتهم الانتقامية. جزى الله شيخنا الحاج قادي ساقني خير الجزاء لما سببنا له من تعب زمن الطفولة وشغب الصغر وحماقة الصبا. اللهم يابر العالمين اجعل عمله هذا شافعا له يوم الحساب وابدل اللهم سيئاته حسنات وبارك له في عمره ووسع له في رزقه واصلح ذريته من بنين حفدة آمين يارب العالمين

بقلم الأستاذ / ع. عبيد الله


Updat­ed : 22/05/2024
TDKIn­tel­lect